Homosexuella i Algeriet – mellan självförakt och könsapartheid
Anouar Rahmani är författare, aktivist och bloggar under rubriken ”Dagbok från en ovanlig Algerier”. Här skriver han om hbtq-personers liv i Algeriet och om litteraturens möjlighet att rasera stereotyper.
المثليين في الجزائر... بين احتقار الذات و الأبارتايد الجنسي
في فيفري الماضي تمّ استدعائي للتحقيق لدى الغرفة الجنائية بالمخفر الولائي بتيبازة –الجزائر.-الموضوع حسب المحقّق اساءة للذات الالاهية في روايتي مدينة الظلال البيضاء، في الحقيقة لم أرى في الأمر الّا ذريعة، لأنّ الرواية أخذ صيتا كبيرا في وسائل الاعلام الجزائرية لكن لم يكن موضوع الله المطروح بها بل كان موضوع المثلية الجنسية في الثورة التحريرية، وطرح شخصية روائية تمثّل شهيدا جزائريا مثلي الجنس في حرب تحرير الجزائر ، أشهر قبل ذلك تمت مهاجمتي بشكل مفرط على أكبر الجرائد المعرّبة (الشروق) وعلى أكبر صفحات الاسلاميين في الجزائر، واصفين موضوع الرواية الجديد بالمهين للثورة ولصورة الشهيد الجزائري بسبب المثلية الجنسية، الموضوع كان جديدًا في ساحة الثقافة والأدب الجزائريان، وكان من البديهي أن تسلط عليه الأضواء لتلك الدرجة خاصة وأنّ الذاكرة الجماعية الجزائرية تقدّس حرب التحرير الجزائريّة أكثر حتّى من تقديسها للاسلام عادةُ، ونقطة القوّة التي جعلت روايتي مدينة الظلال البيضاء تفوز بالجدل الذي انحاز لصالحها في النهاية هو كوني أهديتها لثوري جزائري شهير ومعروف بمثليته الجنسية وهو جان سيناك والمعروف في الثورة باسم يحي الوهراني، ولذلك لم يجرأ المحقّقون أو من دفعهم للتحقيق معي أن يتهموني باهانة الثورة.
كنت أعلم منذ البداية انّ طرح موضوع المثلية الجنسية في أقدس مقدّسات الجزائر (الثورة التحريرية) لن يمر بسلام، ولكن الملفت للنظر هو النظرة الرسميّة التي ينظر بها لشريحة مثليي الجنس باعتبارهم مواطنين أقل قيمة من البقيّة، وحتّى الشهداء منهم في حرب تحرير الجزائرية واللذين تمّ محوهم من الذاكرة الجماعية الى أن فجّرت روايتي مدينة الظلال البيضاء الممنوعة هذا الموضوع
ربّما قد يتساءل البعض عن دخل موضوع الثورة الجزائريّة في وضعيّة المثليين في الجزائر، وفي الحقيقة فانّ هذا هو صلب الموضوع، ومربط الفرس في شرح هذه الوضعية المزرية التي تعيشها هذه الفئة في هذا البلد الشمال افريقي، فالسبب الرئيسي لاظطهاد هذه الفئة من الجزائريين بسبب ميولهم الجنسي هو الكادر النمطي الذي قدّم عنهم والتي تعتمد في الأساس على ركيزة التاريخ الجزائري ووعي مزيّف بالماضي الذي زوّر لتقدّم الآن صورة المثلي في الجزائر في الاعلام الجزائري والسينما العربية والثقافة الاسلامية، كشخص تافه، غبي، همه الأوّل والأخير في الحياة هو ممارسة الجنس، ولذلك في استثماري في حقل الثورة الجزائرية بالحديث عن هذا الطابو المتمثل في المثليين الثوريين كان بمثابة صفعة كبيرة للقداسة المفرطة التي تغلّف بها الثورة الجزائرية التي لطالما كانت تتعطّر بهرمون التستوستيرون وباقي هرمونات الذكورة والرجولة ومنه استحقّت روايتي مدينة الظلال البيضاء أن تكون أوّل رواية تتعرّض للتحقيق القضائي في تاريخ الدولة الجزائرية، فالرواية بامكانها أن تكسّر تلك الصورة النمطية وأن تفتح الباب نحو دراسة واقعية ونقدية منطقية لتاريخ هذه الثورة في باقي المواضيع المسكوت عنها.
اذن كيف يتعايش المثليون في الجزائر مع تلك الصورة النمطية المحتقرة لهم والمهينة ؟
بشكل أو بآخر، تكرار المعاملات الدنيئة مع الأقليات الجنسية في الجزائر وعلى رأسهم المثليين وخاصة منهم الذكور في قد أكسب هذه الفئة نوع من القبول لهذه الدرجة المتدنية من المواطنة، اذ ينظر المثلي الجزائري عادة للنفسه بنفس الطريقة التي ينظراليه المجتمع بها، باحتقار،هذا القبول باحتقار الذات، ولّد أيضًا بطريقة أو بأخرى قبول المجتمع الجزائري لهذه الفئة في حدود احتقارها لنفسها بمعنى. وهذا ما يفسّر بعض الممارسات العنيفة ضد هذه الفئة والتي لا تكلّف نفسها عناء تقديم أي بلاغ للشرطة في حالات الاعتداء،ولكن يبقى المحفّز الأوّل لمثل هذه التصرّفات هو عدم وعي المثليين بحقوقهم وبل يتعداه لذلك بل ايمان الكثير من هؤلاء بعدالة ما يقوم به المجتمع ضدّهم.
ما هي نظرة القانون للمثليين وهل يقوم بحمايتهم؟
يجرّم القانون الجزائري المثلية الجنسية ويسميها بأفعال الشذوذ الجنسي أو بالأفعال الخارجة عن الطبيعة، وبالرغم من أنّ الجزائر تعتبر عضوًا في منظمة الصحّة العالمية التي أقرّت منذ ما يقارب الثلاث عقود من الزمن بكون المثلية الجنسية طبيعية، لا تريد الجزائر أن تعترف بهذه الحقيقة العلمية على الاطلاق بل تدير لها ظهرها، كما تدير ظهرها للعديد من الاتفاقيات الدوليّة التي تحمي حقوق الانسان والحريّات الأساسية وعلى رأسها البيان العالمي لحقوق الانسان، الّا أنّ السلطة التشريعية في الجزائر الغير مستقلة عن السلطة التنفيذية تتغاضى النظر عن مثل هذه الاتفقيات والتي تعتبر أسمى عن الدستور في الجزائر. حسب المادة 338 من قانون العقوبات الجزائري يعاقب مرتكب المثلية الجنسية بالحبس من شهرين الى سنتين وبغرامة مالية
وبالتالي فانّ كل المثليين ومجتمع االأل جيب ي تي الجزائري بمجملهم فارين من العدالة بتوصية بالقبض من طرف القضاء والقانون الجزائريان، الأمر الذي يبدو سخيفًا جدًا، وغير منطقي بالأساس، ويجعل من تلك القوانين التجريمية قوانين ضد الدستور الجزائري بالأساس الذي يحرّم بشكل مطلق أي تميّيز مهما كان مردّه بين المواطنين، ويدعو بشكل واضح للمساواة،
ولكن يبقى القانون العضوي في الجزائري قانون فوق دستوري في المسائل ذات البعد الجنسي أو الديني أو الفكري في الجزائر
هل هناك ارادة سياسيّة لتوفير حقوق للمثليين؟
لا يبدو ذلك على الاطلاق، الارادة السياسية ولو كانت تبدو ناعمة مع المثليين الى حد ما بعدم الاعتراف بوجودهم اصلًا الّا انّ هذا التجاهل يعد أكبر أنواع الاظطهاد على الاطلاق اذ لم يسبق لأي شخصيّة سياسيّة في السلطة أن ذكرت هذا الموضوع سلبًا أو أجابًا الّا وزير الشؤون الدينية الجديد محمد عيسى والذي يبدو متطرّفًا جدًا للرأي الاسلامي.
ولكن أرى مستقبلًا أنّ الجزائر ستجد نفسها مجبرةً على تقديم تسهيلات حقوقية أكبر لهذه الفئة في خضم علاقاتها الدولية التي تؤثّر في قراراتها خاصة ووجود جالية جزائرية كبيرة في أوروبا يحكمها القانونان الجزائري والأوروبي وتجاوبًا مع التطوّرات الاقليمية والعالمية في هذا المجال
هل هناك جمعيات تدافع عن حقوق المثليين في الجزائر؟
يبقى النضال لأجل حقوق المثليين في الجزائر نضالًا فرديًا ولا يعد من يعبر عن رأيه صراحةً في هذا الموضوع الّا قلّة قليلة جدًا وتعدّ على الأصابع، ويبقى خطابا نخبويًا في الأساس ولا يقدّم للعامة، ممّا خلق فجوة في الموضوع بين النخبة وشعبها، فهؤلاء يخافون من أن يوضعوا في نفس مكانة المثليين في المجتمع اذا ما عبّروا عن أرائهم الايجابية اتجاه جهرًا،
الأمر بات فاسدًا جدًا، لا أحد يفكّر صراحة في حقوق هذه الطبقة المهمّشة في الجزائر، لا جمعيات قانونية ولا منظمات وطنية، ولا توجد تقارير لا رسمية لا شبه رسمية عن حالات الاعتداء أو ما شابه ذلك على المثليين، بل كل ما هنالك مجرّد جماعات فاسدة تتسغل الوضع لأجل الربح المالي وايجاد التمويلات، بينما يبقى النضال المثلي الجزائر حقيقيًا في الأعمال الفنيّة والأدبيّة وفن المقال
في الأخير أريد ان أنوه بكون مجتمع ال جي بي تي في الجزائر يعيش ثورة جنسية ولكنّه بأمس الحاجة لثورة فكريّة بالموازاة وأنّ الحريّة المزيّفة التي يعيشها الآن لا يمكنها أن تواصل في خضم صعود التيّارات الاسلاميّة في البلاد، بل على النخب أن تفهم هذا الأمر لتشجّع هذه الفئة الأكثر ضعفًا وحياءً في الجزائر على الدفاع عن حقوقها قبل حدوث الكارثة وحدوث مجازر رهيبة اتجاهها مستقبلا، وهذا لن يكون الّا بتطور الذهنيات والعقليات في الجزائر فالمسألة مسألة وعي بالأساس ومن دور المثقّفين ولا يمكن أبدًا للقانون والدين أن يهزما الحقائق العلميّة الى الأبد بل سينتهي يومًا ما هذا الابارتايد الجنسي اذا ما قامت النخبة الجزائرية بواجبها بالدفاع عن هذه الشريحة من الجزائريين