إنّه المطر الآن للشاعرة هلا شروف
هلا الشروف من مواليد ليبيا عام 1978. عاشت بين سوريا ولبنان والأردن، ورجعت في العام 1995 وأقامت في فلسطين. درست الأدب الإنجليزي والترجمة في جامعة بيرزيت، حصلت على جائزة القطان للكاتب الشاب في العام 2004، وصدرت على إثرها مجموعتها الأولى بعنوان "سأتبع غيماً" عن دار الآداب في بيروت. وصدرت مجموعتها الثانية بعنوان "لم أقطع النهر" في العام 2014 عن دار الأهلية في عمان، وشاركت في العديد من المهرجانات الشعرية والأمسيات في فلسطين وخارجها، وترجمت بعض قصائدي إلى السويدية والإسبانية والإنجليزية والفرنسي
إنّه المطر الآن.
أرفع كفَيَّ إلى السماء وأدعو: ربِّ رُدَّ إليَّ عقلي، ربِّ رُدَّ إليَّ حبيبي كلَّهُ،
بعينَيه المكحّلتَين وقلبه الملآن بي.
لكنَّ الله لا يستجيب، ليس في خطّته شيء يخصُّني اليوم،
إنّه يُعيدُ حبيبًا آخر إلى حبيبٍ آخر،
ويُؤجّلني إلى الصيف.
إنّه القيظُ الآن.
أرفع كفَيَّ إلى السماء وأدعو: ربِّ رُدَّ إليَّ عقلي، ربِّ رُدَّ إليَّ حبيبي كلَّهُ،
بكتفَيه العريضتَين، وصوته الملآن باسمي.
لكنَّ الله لا يستجيب، ليس في خطّته شيء يخصُّني اليوم،
إنّه يُعيدُ حبيبًا آخر إلى حبيبٍ آخر،
ويُؤجّلني إلى الشتاء.
إنّه اليأس الآن.
أرفع كفَيَّ إلى السماء وأدعو: ربِّ خُذ حبيبي مني، ورُدَّه إلى أُمِّه كلَّهُ،
واجعل بيني وبينه سدًّا.
لكنَّ الله لا يستجيب، ليس في خطّته شيء يخصُّني اليوم،
إنّه يأخذ حبيبًا آخر من حبيبٍ آخر، ويُعيُده إلى أُمِّه،
ويؤجّلني إلى الطوفان.
إنّه الغرق الآن.
أرفع كفَيَّ إلى السماء وأدعو: ربِّ ارفع جبلًا أمامي لأصعدَهُ،
ربِّ أرني ما لم أكن أرى.
ولكنَّ الله لا يستجيب، ليس في خطّته شيء يخصُّني اليوم،
إنّه ينظرُ حبيبي يسقطُ نحوي،
فأرفع كفَيَّ إلى السماء وأدعو: ربِّ أنقذ حبيبي من الماء،
وارمني حطبًا في النار حتّى يجفّ من البلل.