نصوص شعريّة نضال الفقعاوي
من المجموعة الشعريّة، ظهيرة قصائد في عربة الإسكافي، لنضال الفقعاوي الفائزة بالجائزة الأولى في مسابقة الكاتب الشاب للعام 2015 التي تُطلقها مؤسسة عبد المحسن القطان.
نضال الفقعاوي
من مواليد العام 1985، في مدينة خانيونس في قطاع غزة، حاصل على درجة الماجستير في علم النفس من جامعة الأزهر
في غزة، وعلى شهادة البكالوريوس في علم النفس من جامعة الأقصى في غزة، ويعمل في مجال الإرشاد والدعم النفسي للأطفال والشباب.
يكتب الشعر من سنوات طويلة، وينشر نصوصه في مجلات ثقافية وأدبية محلية وعربية.
إمبراطور
كيفَ سينتهي كلّ هذا؟
فيَّ جماعاتٌ بدائيّةٌ تدرأُ الخطر عنّي
بحرابٍ وأحجارٍ مدبّبة
فيَّ سلالاتٌ من أوّل التكوين
هنودٌ وقوقازٌ وآريون ومغول
فيَّ حضاراتٌ مشيّدةٌ من الطينِ الأحمر يسكنُها زنوجٌ بيضٌ
فيَّ قبائلٌ تائهةٌ أستدلُّ عليها من صليلِ سُيوفٍ ورائحةِ نار
فيَّ جيوشٌ عظيمةٌ،
وفيالقَ من جنودٍ بأقدامٍ مبتورة
فيَّ قهقهاتُ منتصرينَ ونبيذٌ مخلوطٌ بصراخِ سبايا
فيَّ أراملَ ومشردونَ وأكواخٌ مشتعلةٌ وجثث.
كيفَ سينتهي كلّ هذا؟
وأنا وحيدٌ على الأرض
تأكلُني الهزيمةُ
وتنبعثُ مني رائحةُ إمبراطورٍ ميّت.
.
.
.
أغني
للشجرة الأولى
للأوراقِ المحمولةِ على أسنّةِ العشب
للحصّادينَ الحزانى على أعناق السنابل
للريح
للطريق الترابيّ من حقل الشعير إلى غاباتِ الإسمنت
للمسافرين التائهين على عربةٍ تجرّها الروح
للآفلين الأقمار
للندماءِ المُدججين بالنار، وبالحقيقة
للغرباء الذين هدّهُم الأبدُ فاستراحوا، أُغني.
للعتم البهيم أُغني
للخديعة، للذئب، للفس،
للحطَّابين الذين استباحوا جسدَ أُمي
وللنجارين المتواطئين على أغصانها وأجنحتي بحُجّةِ البيت الجديد
القفص
أغنّي.