سيدة الغياب

داخل خيمتي بعيداً عن سهامهم
أوقدوا ناراً، واشتعلت ببردي، رقصوا مع حبيباتهم ولَفَّتْني وحدتي
غيروا إيقاعَهُم واكتفيتُ بِندائي،سَهِروا وغنوا
لَعِبوا طويلاً........ طويلا
ورقصتُ رقصةً بلا نهايات
غِنائي رُوحي ولُعبتي أنا
فَرَحُهم يمتدُ وحُزني يقتاتُ بي
هَمْسُهم كانَ صَخَبي
والنومُ لم يكنْ حليفاً لي
تَأَلَّقَ نُوري بسحرِ الفجر
خَفَتَتْ بَهْجَتُهم
كان خوفهم نشيداً يعلو
يا سيدة الغياب نَهَبُكِ فرحَتَنا
نَتْلوا تهاويمَنا، نُناجيكِ
اِقتربي من وَحْشَتِنا
أَعيدي تِلاوة َمزامير الفرح على قلوبِ حبيباتِنا
ليصرنَ أكثر اشتهاءً
اِزرعي شَبَقَكِ المجبول بروحكِ الفاتنة في جُنباتِ ليالينا
أُنْثُري عِطرَ أَغنياتك في مواسمنا لِتَخضَر

العارفة

طَرقُ نافذةٍ هشةٍ،يُصاحب نغمةً
تُخربش جِدارَ الكلام،
كائنُ الصباحِ يُدركُ جيداً
كيف يَسرق النوم ببراعةِ قِطٍ
ضوءاً ما ،أحمر ربما،
أو صباحيّ عنيد،

يفتحُ عينَ الصبية على وقتٍ لا يدركه ليل أو نهار،

وقت غرائبي للعبثِ بثنايا النوم المعلق بأجفان الكلمات،
يضيف ما يلزم تماماً

يا العارفة بكِ:
أناديكِ صهيلاً في أجنحة الرقة
لِنُتِمَ المشوار

يا العارفة بي:
أوقدي الشموع
لليلٍ يشتاق إلى
رائحة التراب

يا العارفة بهِ:
ضُمي إليكِ خوف الروح،
لن يحتملَ برد الصباح على كتفيه

شدّي غطاءك أكثر
اغمريه ،اغمريه
ترين ملاكاً

وخاتم نور

الليلُ،
حين نربطه قليلاً ًبساقية الخرافة،
يتأخر
هل يحتمل لقاءنا؟
لِنَتَذوقَ بعضاً من تمر الحكاية
ولحنها الجنوبي

يا العارفة بنا:
رحيمةٌ أنتِ
بكل روحٍ تَشق بذرتها
لتكتمل