دلوڤان قصاب

آكتب لمن احب، اريد ان اعبر عن ذلك الاحساس الدافء الذي اقام صرحا في جسدي من اللحظة الاولی التی عرفت فیها انني احب. لا اريد كتابة کتاب بل مجرد رسالة. اتصارع مع الكلمات، الرسالة لا ينبغي عليها ان تكون طويلة. و بعد هذا القرار الحاسم بان رسالة حبي لن تكون طويلة ، ابدا بالكتابة و اتوقف لوهلة، بأية لغة سوف اكتب؟ القرار ليس قراري، اللغة التي استطيع ان اکتب بها ليست لغتي الام. عندها استسلم مرة اخری بان اللغة التي اجيدها هي لغة الطاغية اللتي زرعت في عقلي و جسدي من الصغر، لغة القائد العظيم والاله الاوحد.

اری صورة من احب و ينتابني شوق عظيم. الان، نعم الان سوف اكتب. لكن الحبيب لا يجيد لغتي و لا لغة االقائد الذي کان عظيما. قرار اخر ينبغي اصداره، البحث عن لغة اخری مشتركة. فاجد لغة محتل قديم. احاول ان لا افكر اكثرفالشيئ الوحيد الذي اريده هو ان يعرف الحبيب عن مدی حبي و اشتياقي. فاعانق المحتل القديم مرورا بالجلاد اللذي كان عظيما و اکتب عن حبي و مرارة اشتياقي.لن اكتب كتابا و لا رسالة طويلة، لاداعي للخجل ان كانت الرسالة قصيرة.

احاول ان اقنع نفسي بان القلب قلبي والمشاعر مشاعري و انا الوحيد الذي يعرف مدی شوقي و هذا العشق الذي احتل وجداني. اناشد نفسي، اكتب، فالقلب قلبك بغض النظر عن لغة الام او لغة الطاغية. فاتحول فجأة الی عاشق شجاع، نعم سوف اكتب للحبيب. فأرفع هاتفي الذكي بسرعة، و ابحث بغباء عن ازرار اللوحة و عنوان الحبيب فابعث بسرعة البرق رسالتي، اصدر قرارا اخرا، اتنازل عن الكلمات، و ابعث دفعة من الصور الرمزية، الايموجي، اختار قلبا و غمزة و وردة و قبلة. و قبل ان احاول البحث عن اسلوب عبقري اخر عن التعبير عن شوقي، يصلني الرد، الرد اكثر اختصارا من رسالتي، الرد كان قلبا و وجها مبتسما. فاعانق الحبيب بجسد مزقته الانظمة من هنا و هناك و رأس امتلا بلغات من هنا و هناك. فالقلوب قلوبنا و الشوق شوقنا.

عاش القلب و يحيا الايموجي.