نصوص لمحمد الزقزوق
من المجموعة الشعريّة، خانني العرّافون، لمحمد الزقزوق الحاصلة على جائزة "علي الخليلي للشعر"، ضمن مسابقة ملتقى فلسطين الثقافيّ الأولى للكتّاب المبدعين والمبدعات لعام 2018 .
محمد الزقزوق كاتب وباحث من مواليد خانيونس عام 1990، درس اللغة العربيّة وآدابها في جامعة الأقصى، يكتب في العديد من المنابر الفلسطينيّة والعربيّة، عضو ناشط في عدد من التجمّعات والأجسام الأدبّية والثقافية الفاعلة في المشهد الثقافيّ بقطاع غزّة، وكان منسّقًا عامًّا للتجّمع الثقافيّ لأجل المعرفة "يوتوبيا، يعمل في مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي منسقاً في برنامج المكتبات المجتمعية، وهو منسق مجلة " ترانزيت" المختصة بفن الكوميكس ومحرر ضيف في مجلة 28
المُناجاةُ الأَخيرة
تَنَزّلِي أَيَتُها الرَحمةُ الأَبَديةُ
تَنَزّلِي، على ما تَبَقى من فُتاتِ قَلبي
الذي أَطعَمتَهُ لِسباعِ الَليلِ الجائعة
على جِلدِي المُعمّدُ بِزيتِ الفَقدِ وزُلالِ الحَقيقة.
على سُهادِ عُيوني الشاخِصةِ في مَشاهدِ مَوتٍ بِدائيّ
وقَدميَّ العَاجِزَتينِ عن التَوقّفِ، مُنذُ مَطلَعِ العتمة
دَثِريني أَيَتُها الرَحمةُ الأَبديةُ بِشَراشفِ الِنسيانِ
وامسَحي عن وَجهي دَهشةَ الأَسئلةِ
اطردي من مُخيلَتي سَلالمَ الأَلم
كوني حُطامَ أَعوامي المُثقَلاتِ بِتُرابِ البَقاء
واهبِطي على أولادي المُتّسخينَ بِالخَطايا
اشعِلي النارَ بِعِظامِي اليَابسة.
أيَتُها الرَحمةُ الأبديةُ
احفظي سِري بَعيداً
بَعيداً
بينَ الصُخورِ حَيثُ تَنامُ الطَحالِبُ
في حُقولِ القَصبِ حَيثُ تُصنَعُ النايات
في الأَساطيرَ التي لم تَصِلْها رَغبَةُ الَمعرفةِ
وَشوشيها لِأطفالِ الَمجاعاتِ الَميّتين
وانثُريها على مَوائدِ الخِرافِ الجائعةِ
أيَتُها الرَحمةُ الأَبديةُ
اغمرينِي بِالسّكينةِ
فأنا مُتعَبٌ
أو لا تَفعلي
لكنْ لا تَتركيني وَحيداً..
.
.
.
صلاة
وإني يا حياة
أوجَعَنِي طَرقُ أيامَكِ الشاردات
على بَوابةِ قلبي التي
أغلَقَتها مَفاتيحُ الحَنينِ الصَدئة
وفي الدَاخلِ أسمعُ أصواتهم
أنهم خَمسُ غصاتِ ندم
يُصلونَ لِخيبةٍ واحدة
أفقَدَنِي مَسيرُكِ الطويل قدميي الطريتين
والآن أنتعلُ حافري وعلٍ
أركضُ بهما في براري الوحشةِ
أتوهُ في شِعاب الجبالِ
أجزُ عُشبِ الحكمةِ
بِفمِ التعب
وأنضحُ صَخرةَ العَدمِ بقرنِ الخيال